أنس الدالي,
اقتباس:
التاريخ فن
بل هو علم... تستند عليه العلوم وتغرف منه... وإنما يملك قدرات فنية وشتان ما بين الفن ومن امتلك القدرة على التفنن
وقدرته الفنية...بأنه كلما شعر الإنسان بدنو مقامه في زمنٍ يعج بالفشل تذكر الماضي فتفائل
وتذكر الماضي فاستبشر
وتذكر الماضي ونسي الحاضر
أي أن فنه في قدرته على رسم الإبتسامة على الوجوه ... فإن كان حاضرنا أسوداً لرفضنا لا شعورياً أن يكون الماضي أسود أيضاً كيلا نرى المستقبل أسود بالنتيحة
ونقنع أنفسنا بأن الدهر يومٌ لك ويومٌ عليك.... وهو اليوم علينا وكما كان لنا فسيكون لنا
وهذا أصل الفن في التاريخ... فن المراوغة والتدليس والتزييف لمستقبلٍ مشرق وتفائلٍ في شتات النفوس
اقتباس:
التاريخ هو مجموعة من الأكاذيب لأحداث لم تحدث رواها أشخاص لم يعاصروها
(جورج سانتيانا)
هذا يذكرني بما فعله طه حسين بالشعر الجاهلي...ولا أكره في الدنيا شيئاً بقدر كرهي لامتلاك مخربي العقول لمنابر الكلم
فشخص مثل طه حسين بشهرته وسيرة حياته وتعمقه الأدبي عندما يتكلم...نأخذ كلامه على محمل الحقيقة لا الجد فحسب
ثم يأتي "ولمجرد تطابق بعض الأخلاق الجاهلية العربية وأخلاق الإسلام" ليقول بأنه شعرٌ إسلاميٌّ بحت نسب زيفاً وضعفاً في الإسناد إلى الجاهلية
ثم ومن منبر القوة.... استطاع أن يضع نظرياااااااااااااات تقول بأن القرآن أساطير وروايات...والأبشع بأنه ذكر بأنها قد "وقد لا" تكون صحيحة.
وهذا ما أرغب بأن أقوله بأن تاريخ الشعر الجاهلي والإسلامي تاريخٌ عريق وطه حسين تجرأ عليه وأرخ فيه رغم أنه لم يشهده
وفي ذلك أقول بأن التاريخ قد يستوعب أناساً كاذبين ... ويسطر آرائهم على الورق...ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح
فكما لاحظنا هنا... أصول وتفاصيل الشعر الجاهلي موجودة كما أرشيفٍ متكامل شاء طه حسين أم أبى ومع ذلك أراءه موجودة في الكتب ليقرأها من شاء.
اقتباس:
هكذا تعلم واعتاد عندما تبدأ جملته بكلمة (( كنت .. )) ليكمل حديثه متفاخرآ بشيء ربما لم يفعله أساسآ
عدنا لفكرة التغني بإنجازات الماضي ....
ولكن لم نحقد على من يتغنى بماضٍ مجيد "وإن كان كذباً" وما هي إلا محاولة لإيجاد سببٍ لعدم الإنتحار

؟
فالحاضر أسود... وسودٌ صنائعنا.... والمستقبل طال وانتظاره وأصبحت خطوات يأسٍ تكرر نفسها يومياً
فلم لا نتغنى بالماضي؟
اقتباس:
نتفائل نعم ولكن فقط بالخيال ولا يبتعد تفائلنا عن الخيال ميلآ فنلون هذا المستقبل العاتم بأجمل الألوان ونضيف اليه رسومآ تملأ صفحاته الورود وأكاليل الزهور ..
هكذا نحن نعم ..
نعم

نحن هكذا
اقتباس:
وليبقى مابين التاريخ والمستقبل ضمائركم الحية ..
أتحاول حقاً إيقاظ نفوسٍ ميتة؟
إذاً أمنح الشعوب طعاماً...وآوهم.... وجد لهم أعمالاً...وارفع أجورهم... وقهم الأمراض... وأبعد عنهم الحرام... وغني لهم
أو اتركهم يتغنون بماضٍ لم يتذوقوا من انتصاراته شيئاً
أنس الدالي,
أنت لم تخطئ بما طرحت...ولكن
الحقائق ليست دائماً الواقع...وإن ابتعد كلا المصطلحين عن الخيال

.
فقد ذكرت حقائقاً...ولكن حقائق يا أخي لا تتماشى مع متطلبات واقعنا وما يرزح شبابنا تحته من وطأة ألمٍ لا يجدون منها مفراً إلا إلى الماضي

_________________
لــلــمــلائــكــة حــضــورهــا