كم هو جميلٌ عنصر المفاجأة في قصتك.
ما زلتَ منذ بدايتها وأنت تؤسس في ذهن القارئ أفقاً معيناً لهذه الفتاة، وأغرقتَ في الوصف..
وصف الفتاة
وصف الرجال
وصف حالتك أنت
وكان الغرض من كل وصفك رسم صورة محددة عند القارئ، وكأنها صورة تعذيب فتاتة بريئة وقعت بين يدي متوحشين.
وبعد تأسيسك هذا ..
جئتَ في النهاية لتصدم أفق التوقع الذي بناه القارئ، بحقيقة الفتاة، التي لم تكن إلا شجرةً فتية، قُطِعت واجتمعوا حولها يحتفلون !
كسرك لأفق التوقع الذي أسسته عند القارئ، فيه ذكاء وتدبير، ولا أخفيك أن كثيراً من النصوص تسمو بكسر توقعات القارئ.
إلا أنني وجدتُ في ثنايا القصة القصيرة، ما وقفتُ عنده ورأيته غريباً بعيداً:
(وأناخت السماء بالخير)
فلم أجد تشبيه السماء بالناقة تشبيهاً حسناً، فلا وجود لأجواء الناقة في قصتك، وربطك السماء بالناقة وإن كان مؤسساً بدقة إلا أنه بعيدٌ نوعاً ما.
ما عدا هذا، فإن لقصتك لمسة فنية مميزة تمثّلت في النهاية.
