الأمل
...أيَّة كلمةٍ تحمل من المعاني ما لا يستطيع إنسان وصفه أو تعريفه ...قد ينكر وجوده البعض...والبعض الآخر يعتبره حقيقة لا سبيل لنكرانها...منَّا من يصنعه بنفسه ليساعده على المضي قدما في حياته بغضِّ النظر عما حدث معه...ومنَّا من يستمده من الآخرين..أقصد أولئك الذين تشعر معهم بأنَّ الدنيا فيها الحلو وفيها المر...تراهم دائما مبتسمين والضحكة لا تفارق محياهم مهما حصل معهم ومهما قست عليهم الدنيا وظلمتهم فإنَّهم يقفون من جديد ويحاربون اليأس بشتى الوسائل...لذلك عندما تراهم على هذه الحال تخجل من نفسك وتشعر بالخزي لأنَّك لم تصمد أمام أبسط العوائق فتستمد منهم الأمل وتحاول أن تقف على قدميك مرة ثانية...وكلما خطر ببالك أن تستسلم لليأس تذكرت صمودهم وثباتهم فتأخذ العزم من جديد لتحذو حذوهم ومع الوقت يصبح الأمل والتفاؤل شعارك الدَّائم وتخطط مستقبلك على مبدأ أن القادم أجمل...ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى...وأن العالم في استمرار سواءً أحزنت أم فرحت... 
فيا إخوتي الأعزاء...اختر لنفسك طريقا..أقصد إما أن تصنِّع الأمل وتصدره لغيرك فتكسب بهذا العمل الأجر المضاعف وإما أن تستورد الأمل ممن يحيطون بك فتنال الأجر والثواب على ذلك...ولكن المهم هنا أن تعترف بحقيقة أن الأمل هو السبيل الوحيد والحل الناجع لمعظم مشاكلنا إن لم يكن لكلها وعلينا جميعاً أن نقتنيه كجوهرة ثمينة معها تحلو الحياة...ومن ثمَّ ديننا الحنيف حثَّ على التفاؤل وعلى التمسُّك بالأمل وخاصة أملنا بالله عزَّ وجل وبأنه سيسيِّرنا لما فيه صلاحنا وفائدتنا وما فيه الخير لنا ولمن يحيطون بنا على حدٍّ سواء...فما أروع أن يكون الإنسان نشيطا مفيدا نافعا لنفسه ولأمته على أن يكون عبئا ثقيلا على غيره لا يفيد في شيء بل على العكس يزيد همَّه همَّا...
