يعتبر قصر العظم الأثري في محافظة حماة أحد المعالم الآثرية والمعمارية الهامة في سورية ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1740 م ويحتوي القصر على العديد من الغرف المميزة بنمطية عمارتها وجودة زخارفها ومن أهمها غرفتان ذات كسوة رائعة من الخشب العجمي الملون تعود إلى القرن الثامن عشر في قسم السلاملك المطل على الفناء الشمالي من القصر.
وقال عبد القادر فرزات رئيس دائرة آثار حماة إن تاريخ بناء الغرفتين الموجودتين في الطابق العلوي يعود إلى عام 1782- 1783 م حيث كانتا مخصصتين للاستقبال والمعيشة وهما فريدتان من نوعهما بالنظر إلى تميزهما ومحافظتهما على وضعهما الجيد حتى وقتنا الحاضر مضيفا ان الديكور السطحي في هاتين الغرفتين غني بزخارفه بشكل استثنائي ومشغول بتقنية عالية فكل تفاصيل الرسم والديكور منفذة بحرفية فنية نادرة في المباني الأثرية وخصوصاً باستخدام معدن الفضة بدلا من القصدير كخلفية للرسم والألوان بالرغم من ارتفاع كلفته.
ولفت فرزات إلى أن القاعة رقم 60 في قسم السلاملك في قصر العظم تعد من أروع غرف القرن الثامن عشر في الشرق والغرب حيث يلاحظ اعتماد زخرفته على الأسلوب الفني المميز والتي تشبه اللوحات الجدارية المرسومة على الجلد في فرنسا مع استخدام مواد العجمي لتتناسب مع الغرف وتضيف عنصرا جماليا جديدا عليها واتباع تقليد السيراميك القديم في هولندا من القرن السابع عشر مع التعديل في رسوماته.
وأشار رئيس دائرة اثار حماة إلى أنه يلاحظ في الغرفة 60 في القصر تقليد رائع للبروكار الحريري باستخدام مواد العجمي على شكل كورنيش يحاكي بروكار الحرير العثماني ويجسد مثالاً نادرا لتقنيات الرسم والتلوين.
من جهته أوضح المهندس مجد حجازي المشرف على أعمال الترميم في القصر أن بعض الأجزاء المشغولة من القاعات تم رسمها وتلوينها بالكامل في المشغل قبل أن يتم تثبيتها في الغرف كما هو الحال في الأقسام العلوية في غرفة العجمي وهي الطريقة الاعتيادية في العمل ولكن الملفت للنظر أن كل العجمي في الأجزاء السفلية من الغرفة تم العمل فيها على الجدران مباشرة كالرسومات والعجمي النافر مضيفا انه عمل غير عادي يحتاج إلى جهد كبير وتقنيات واختيار دقيق لطبيعة المواد.
وأشار حجازي إلى طريقة العمل في لوحات الكتابة والديكورات التي تبين بعضها انها اكثر سماكة وارتفاعا من عجينة العجمي وهي مصنوعة من الجبس وفيها غنى اكثر كما هو الحال في لوحة اشجار نخيل نامية في اناء وهو مثال فريد من نوعه لغرف العجمي حيث ان الاوراق مصنوعة من الجبس وداخلها معدن للتثبيت.
وأوضح حجازي ان زخارف الغرفة 61 اعتمدت على استخدام الجبس في صناعة أشكال نافرة لإغناء الرسم وذلك بابداع 80 شكلا للاسماك مصنوعة من الجبس يدويا وقد غطيت هذه الأسماك في السقف بطبقة من الفضة مطلية بطبقة من اللكر الأصفر الأصلي وهي محاطة بتزيين من الأزهار الرائعة على أرضية من الفضة لافتاً إلى أن هذا العمل المضني تم بحرفية عالية مع مراعاة أدق التفاصيل. وأكد حجازي الحرص والعناية بأدق التفاصيل في عمليات الترميم ومراحل العمل في اعمال العجمي وخاصة في الغرفة 60 التي استخدمت فيها المرايا المحاطة بإطار خشبي مغطى بالفضة ومذهب من الأطراف اضافة إلى التشكيلات الخشبية المذهبة النافرة والمنتهية بورود ملونة لافتا إلى انه لاغناء الرسم اكثر تم الربط بين هذه العناصر كلها بسجادة زهرية مليئة بالورود والتفاصيل الصغيرة.
واوضح المشرف على اعمال الترميم في القصر ان مركز السقف في غرفة العجمي 61 غني بشكل كبير بالمقرنصات وتشكيلات الخشب المذهب كما يمكن مشاهدة مثال فريد في سقف الغرفة حيث استخدم فيه لون مصنوع من الزجاج الازرق المطحون حول الورد المذهب وحول المرايا.
ويتم حالياً إعداد دراسة توثيقية وترميمية من أجل الحفاظ على هذه القاعات الرائعة وذلك باستخدام أقل تدخل ممكن لأعمال الترميم للحفاظ على أصالة هذه القاعات ورونقها الرفيع.
موقع قصر العظم بجانب النواعير تماماً
من أرض ساحة القصر
البحيرة في منتصف ساحة القصر
الساحة الخلفية للقصر
زاوية الضيوف في الساحة
اللوحة الفسيفسائية الشهيرة في القصر
الزخرفة في أغلب السقوف في حجرات القصر
قاعة الذهب
الردهة الموزعة لحجرات المضافة
