فاجأت رأت نفسها في المرآة لقد تغيرت معالمها أصبحت امراءة بكل معنى الكلمة
لقد لطخت وجهها ببعض الماكياج وحالت على الأعين رؤية بعض الهالات التي تقبع تحت عينيها ثم أسدلت شعرها الأسود على كتفيها فبدت كأميرات القرن التاسع عشر كانت عيناها الخضراوات تشعان ألقا وفمها الصغير يرسم ابتسامة ماكرة أما تضاريس جسدها فكانت أجمل من تضاريس جسد أية امراءة أخرى
لم تكن تكن تتوقع بأنها ستكبر ذات يوم لتصبح فتاة كاملة الأنوثة أعجبت بنفسها وقادها هذا الإعجاب إلى ارتداء أفخم ملابسها ارتدت ثياب لم يسبق لها أن ارتدت مثلها تنوره قصيرة أبدت فيها جميع محاسنها بدون استثناء وقميص يكاد يرسم جسدها بالتفصيل ثم وضعت حليها وأسرعت بالخروج من المنزل ..........
لماذا اليوم وبالذات قررت التصرف بشكل غريب ارتدت حلة لم تألفها وتقمصت شخصية لا تعرفها ولكنها في أوربا وهناك لن يعيب عليها أحد ما فعلت لو كانت في بلاها لحسبت لهذه الخطوة ألف حساب نعم ألف حساب
ركضت ومشت وفي قرارة نفسها كانت تشعر بأنها الآن أصبحت حرة ركضت وركضت ولكنها لم تشعر بهذه الحرية التي طالما تمنتها قررت أن تدخل إلى أحد الملاهي وأن تفعل ما يحلو لها رقص شراب سكر دخلت وقررت أنها هنا ستجد حريتها ستجد ضالتها التي تبحث عنها ستجد سعادتها التي طالما غيبت عنها تحت أشعة الشمس الرمادية وبين أفكارها العتمة دخلت سكرت ورقصت ولكنها فجأة توقفت بعد سماع صوت شاب يقترب منها قائل حلوتي أتذهبين معي للمنزل؟؟؟؟؟؟
صعقت صفعته على وجهه وتركت آثار لون أحمر وردي على خد ذاك الشاب الغربي وخرجت والخوف يملأ جفنيها التين كانتا تصرخ وتتألم خرجت على صوت ذاك الشاب الذي أخذ ينعتها بأقبح الصفات (من تظنين نفسك أيتها الساقطة ...............آسف كان من الواجب علي أن أظن أنك راهبة بتنورك القصيرة وقميصيك الفاتن ..........عذرا آنستي في المرة القادمة ضعي شعارا على صدرك يعلمني بأنك لست منحطة أو حتى راقصة)
نعم خرجت وصوته يلاحقها في كل مكان أخذت تركض وتركض أين الحرية التي زعموا بأنها ستجدها هنا في البارات والملاهي الليلية أين حريتها التي ستجدها حالما تسير في الشارع مرتدية ثياب تشبه ثياب الساقطات
نعم لقد كان محقا ذاك الشاب أانتظر في الملهى الإمام وأنا المسلمة ؟آه ماذا لو كان يعلم أني مسلمة الحمد لله لم أفضح نفسي وأشوه صورة ديني أأضحك على نفسي أنا ديني وأي دين ؟ ارتكبت كل محرم ماعدا الزنا وأقل دين
ولأحد يعلم ربما لو كنت مخمورة أكثر لكنت الآن في يد ذاك الشاب وبين أحضانه تابعت مسيرها وهي تردد تلك الكلمات خافت من الشوارع وخاصة بأنها بتلك الملابس يمكن أن تتعرض لحالة اغتصاب علنية ......
جرت إلى بيتها وهي تكفف بيديها دمعتين أبتا إلا أن تخرجا ركضت إلى منزلها وقلبها أسير في جسدها الضائع
ركضت فوجدت نفسها بلا قيمة بلا مشاعر جسد فاني غدا ستكبر ولن ينظر احد إلى
إنهم سينظرون إلى روحها إلى القلب الذي يحملها وبرفرف بها إلى عوالم أخرى وعندما وصلت ركضت ومسحت عن وجهها تلك الخريطة التي رسمتها من شتى ألوان قوس قزح ثم ذهبت إلى خزانتها وارتدت ثيابها المحتشمة وأخذت تبكي
تذكرت قدومها لهذه المدينة بغية الدراسة كيف تحولت أفكارها كيف ضاقت ملابسها كيف كانت وكيف صارت ؟
لو أن أمها تعلم ما يجري معها لكانت ماتت بسكتة قلبية ولكنها قررت بعد هذا اليوم أن تغير بنفسها أشياء أن تساعد نفسها ركضت إلى المسجد الوحيد في مدينتها وتكلمت وتحدثت للشيخ بكل ما يجول بخاطرها وبعد ساعتين أوقفها ذاك الشيخ وقال لها بأنها ستبدأ الآن طريق جديد فهل هي على استعداد؟ أومأت برأسها ولكنها كانت تعلم بأن هذا الطريق الجديد الذي اختارته سيكون صعبا ولكنها ستعيش فيه بطمأنينة وراحة علها تجد الحرية التي طالما بحثت عنها لعلها تجد ضالتها وأنا شبه أكيدة بأنها ستجدها
أول محاولة في كتابة قصة فصيرة ياريت تعطوني نصائحكون
|
والذي من خلاله تغير مسار الشخصية تماماً، حيث كان مقنعاً جداً ليكون هو السبب.